انتصر أخيراً ممدوح عباس
في معركة الرئاسة في نادي الزمالك. وهي المعركة التي طال انتظارها لكي يبعد تماماً
منافسه اللدود المستشار مرتضى منصور عن إدارة ثاني أكبر نادي في أفريقيا. وقد صدق
الكابتن مصطفى يونس عندما صرح قبل انتخابات الزمالك بأن ممدوح عباس خطر على النادي
الأهلي، وما هما إلا يومان وخرج الأهلي من بطولة الكوفيدرالية السكوندو بالهزيمة
بثلاثة أهداف مقابل لا شيء أمام سانتوس الأنجولي المغمور، ثم بضربات
الترجيح.
دعونا أولاً نعرض أسباب انتصار ممدوع عباس في الزمالك لأنه نجح هو
وقائمته كاملة، ثم بعد ذلك نتحدث عن فضيحة الأهلي الأفريقية لأنه على ما يبدو أن
الأهلي مؤخراً أصبح عاشقاً للفضائح.
ممدوح عباس مغرم
بتجربة المهندس حسين صبور في نادي الصيد، وينوي استنساخها في الزمالك. وهذه
المعلومة كفيلة بأن تجعل كل زمالكاوي يساند ممدوح عباس في حلمه بل ويعينه عليه. ومن
لن ليس مقتنعاً بكلامي هذا فليذهب في زيارة سريعة إلى هذا النادي العريق لكي يحكم
بنفسه كيف يمكن أن يبقى نادي الزمالك.
لقد عاصرت نادي
الصيد عندما كان أغلبه غابات مهجورة ومرعبة. وعندما كانت هذه الأماكن تستخدم في
الأعمال الإباحية والمشبوهة. ثم رأيته بعدها بسنوات قليلة بعد أن تحول إلى تحفة
معمارية. خضرة في كل مكان. ملاعب في مختلف أرجاء النادي. أماكن ترفيهية. حدائق
للأسرة. حمامات سباحة أوليمبية. هذا النادي الذي حوله صبور في سنوات إلى مفخرة لكل
عضو ولكل مصري. وهذا هو حلم ممدوح عباس لنادي الزمالك، بالإضافة بكل تأكيد إلى حصد
كل البطولات الممكنة من أول فريق الكرة وحتى آخر لعبة فردية في
النادي.
قد يتعجب البعض
من هذا الكلام عن ممدوح عباس بعد الهجوم الضاري الذي تعرض له هذا الرجل على موقعنا
المتواضع هذا طيلة فترة التعيين المشئومة بقيادة مايسترو التخريب المهندس حسن صقر.
ولكننا نقول إنها فرصة جديدة لكي نثبت حيادنا في التعامل مع الجميع. هجومنا على
ممدوح عباس قديماً كان لأنه لم يكن رئيساً شرعياً لنادي الزمالك، أما الآن فهو
الرئيس الشرعي وبالتالي يستحق منا أولا أن نبارك له على فوزه، ثم أن نسانده طالما
طبق برنامجه الانتخابي الذي وعد به
الأعضاء.
نجح ممدوح عباس
لأنه كان ذكياً في اختيار قائمته وعلى رأسها حازم إمام "خطيب" نادي الزمالك نسبة
إلى الكابتن محمود الخطيب في الأهلي. ومروراً بباقية القائمة والتي كان نصفها
محبوباً في النادي، والنصف الثاني انتخبه الأعضاء حتى يضمنوا لعباس قيادة هادئة بعد
تجربة مرتضى منصور وإسماعيل سليم.
وترك عباس
مكاناً شاغراً في قائمته تماماً مثلما فعل المهندس حسين صبور في نادي الصيد حتى لا
يفرض على الأعضاء قائمة كاملة. وهو تصرف ذكي يعكس ثقة الرجل في
قائمته.
وفشل مرتضى
منصور لسببين رئيسين. أولها هو "قصقصة" المهندس حسن صقر لريشه طيلة العامين
الماضيين. ودعونا لا ندخل في التفاصيل لأن الغريب قبل القريب يعلمها جيداً. وثانيها
هو اختياره لابنه أحمد في قائمته فبدا الأمر وكأنها قائمة عائلية وليس قائمة حرفية
لإدارة نادي الزمالك.
مبروك لممدوح
عباس، ودعونا جميعاً نساند الرجل في حلمه لأنه بالفعل حلم يستحق
المساندة.
أما الأهلي،
فحدث ولا حرج. فضيحة بكل معاني الكلمة أن يخرج بطل أفريقيا بهذا الشكل المهين من
فريق أنجولي مغمور لا يعرف لاعبيه أساسيات التسديد أو نقل الكرة. مرة ثانية نقول،
لا أداء جماعي، ولا فكر تكتيكي، ولا هجمات خطيرة على مرمى الخصم. فضيحة كما قلنا
بكامل معنى
الكلمة.
ولن نقبل حجة
غياب لاعبي الأهلي الدوليين مع المنتخب في عمان، لأن كل المطلوب من الأهلي كان عدم
الهزيمة بثلاثة أهداف أو أكثر. فهل هذه معضلة؟ هل هذا أمر صعب يا بطل الدوري
المصري؟
لطالما رفعنا
رؤوسنا كمصريين فخراً بهذا النادي العريق، واليوم نود لو دفناها في التراب من عار
هذه الفضيحة المدوية. هذه فرق أفريقية مغمورة، لا يوجد بها محترفون ولا غيره. هواة
بلا إمكانيات ولا احتكاكات ولا شيء على الإطلاق، فما هذا الانحدار يا أهلي في بطولة
أفريقية
"سكوندو"؟
لعل الفائدة
الوحيدة لهذه الفضيحة، هي عدم افتقاد جماهير الأهلي مانويل جوزيه بعد
رحيله.
مبروك للمهندس
ممدوح عباس، وهمسة في أذنه، فنقول "لا حجة لك بعد اليوم". فاجتهد حتى لا يذهب
مجهودك كله
هباءً.
أما الأهلي فلا
نجد ما نقوله له، سوى اقرأ مقالاتنا يا أهلي طيلة العامين الماضيين. ربما تجد فيها
ما يعينك في محنتك